المجال المغناطيسي للأرض:

المجال المغناطيسي للأرض:
متى ستتوقف إبرة البوصلة عن العمل

القطبان المغناطيسيان لم يتغيرا خلال 50 مليون سنة

تعتبر المشاكل التي نشأت مؤخراً في المحطة الفضائية الدولية بسبب فيروس كمبيوترات ضعيف ليس بوسعه سوى ان يسرق اللوجينات وكلمات السر في الألعاب الكمبيوترية، طبعاً من باب «طيش الأطفال»، لكن قد يحدث أمر يجعل تحليق الانسان إلى الفضاء مستحيلاً، والأمر لا يتعلق بالفضاء فقط. فلا يمكن التحليق في الطائرة أو مشاهدة التلفزيون، وقد تصبح وجود الحياة نفسها على الكوكب موضع تساؤل إلى حد ما.
وتكمن المسألة كلها في المجال المغناطيسي، ويعتقد العلماء في معهد مغناطيسية الأرض التابع لأكاديمية العلوم الروسية، «إن القطبين المغناطيسيين للأرض ينحرفان تدريجياً باتجاه خط الاستواء. وتنخفض شدة القطب ببطء ولكن باطراد، وحسب العلماء انها ستهبط إلى حد الصفر بعد 2000 عام، وعندئذ سيحل عصر اللامغاطيسية لفترة ما والتي ستشكل كارثة بالنسبة إلى الكائنات الحية، ولكن سرعة تغير النواة السائلة للأرض (حركة القسمين السائل والصلب من الكرة الأرضية والتي تولد القدرة الكهربائية، أي أن الأرض هي بمثابة آلة دينامو - المؤلف) تدل على ان احتمال ازاحة القطبية المغناطيسية قد يحدث قبل هذا الوقت».
وإذا ما قال أحد ما قبل مئة عام ان الشمال يمكن ان يصبح جنوباً والعكس بالعكس فإنه كان سيرسل إلى مستشفى المجانين حتماً، لكن اتضح منذ عام 1906 ان الشدة المغناطيسية الطبيعية لبعض المعادن معاكسة لشدتها حالياً وبات واضحاً ان اتجاه القطب المغناطيسي للأرض كان مغايراً: فقد كان الجنوب والشمال يتبادلان فعلاً موضعيهما.
وفي عام 2001 تبين أثناء البعثة القطبية الدولية ان القطب المغناطيسي الشمالي للأرض قد انزاح خلال 7 أعوام الأخيرة بحوالي 300 كم، وتبلغ سرعة انزياحه من الجرف القاري القطبي لكندا باتجاه روسيا نحو ارخبيل سيفيرنايا زيمليا اليوم 40 كم سنوياً، وحسب تنبؤات العلماء فإن «الشمال» قد يصبح بمرور الوقت في القطب الجنوبي، ويدل على ذلك الشذوذ الكبير لهذه المنطقة حيث تبلغ شدة القطب المغناطيسي 60 بالمئة فقط من القيمة المحسوبة.
بالمناسبة ان شدة القطب المغناطيسي للأرض قد تقلصت في غضون 20 عاماً الأخيرة بحوالي 1.7 بالمئة، بينما بلغت في المناطق الجنوبية من المحيط الأطلسي حتى 10 بالمئة.
وفي خلال القرنين الماضيين ضعف القطب المغناطيسي للأرض بأكثر من 10 بالمئة.
فما الذي ينطوي عليه هذا كله من أخطار؟. في الواقع انه يكمن في كل شيء ويعتقد العلماء الروس انه في حالة تغير القطب المغناطيسي ستبدأ حماية الأرض من الإشعاعات بالضعف: «في البداية سيحدث عطب في عمل المنظومات التي تعتمد على الطاقة وفي مقدمتها الهواتف الجوالة، وسيصيب العطب الأقمار الصناعية، وقبل هذا ستتوقف تحليقات الانسان إلى الفضاء، وبعد ذلك ستبدأ الأشعة الكونية وأشعة الشمس بممارسة تأثيرها في الكائنات الحية على الأرض: حيث ستبدأ بالانقراض لدى بعضها بينما سيزداد في القسم الآخر عدد الكائنات الهجينة بالتغيرات الفجائية، وأخذا بنظر الاعتبار حدوث التدفقات الشمسية التي يرافقها تدفق الجسيمات المشحونة الشديدة للغاية لذا ينبغي استخلاص استنتاج مفاده إن الحياة على الأرض ستغدو غير ممكنة قبل حلول الزوال الكامل للقطب المغناطيسي».
وهذا شيء فظيع، ولربما ان الأمور ليست بمثل هذه الفظاعة ولا يتهددنا ظهور النمل العملاق الفتاك كما في أفلام الرعب في هوليوود؟ هذا ممكن، ان آخر المعطيات تدل على ان تجاه القطبين المغناطيسيين قد تغير في غضون 90 مليون عام بمعدل وسط في فترة كل 500000 عام، ويعرف أيضاً انه لم يحدث الانقراض الشامل للكائنات الحية وظهور الكائنات الهجينة بصورة جماعية، لأن جو الأرض يشكل ضمانة متينة لكل ما هو حي في كوكب الأرض.
أما فيما يخص التقنيات التي ابتدعتها عبقرية الانسان والتي اصبحت بالنسبة له بمثابة السجان الصارم فإن الأمور أكثر تعقيداً.
ان تطور العمليات الآنفة الذكر خطرة بالنسبة إلى منظومات الكمبيوتر التي لا يمكن وجود الاقتصاد الحديث بدونها، وتتكبد البشرية منذ اليوم خسائر جسيمة بسبب تأثير العواصف المغناطيسية الناجمة عن فعالية الشمس، وتزداد شدة الزوابع المغناطيسية لدى ضعف القطب المغناطيسي للأرض مما يؤدي مثلاً إلى شلل حركة الطيران حيث لن تستطيع كمبيوترات الطائرات العمل.
علاوة على ذلك ان التحليق في الطائرات بحد ذاته سيغدو خطراً بالنسبة إلى الانسان.
ويتحسس تأثير الاشعاعات منذ اليوم في طبقات الجو العليا المشحونة بقدر أكبر، وليس من باب الصدفة ان تم عام 2001 في احد التوجيهات التي أقرها الاتحاد الأوروبي نسب الطيارين والمضيفات إلى الأشخاص الذين يتعرضون إلى خطر الاشعاع الشديد، إن شدة القطبي المغناطيسي تحمينا الآن لدى التحليق، ولكن ماذا سيحدث لاحقاً؟.
من جانب آخر ان العلماء لا يعرفون بعد مدى الآثر العكسي للعمليات الجارية في القطب المغناطيسي للأرض، فلم يفسر أحد السبب في وجود عهود في تاريخ الأرض لم يتغير فيها القطبان المغناطيسيان طوال 50 مليون عام على التوالي، لربما ان كل شيء سيكون على ما يرام في هذه المرة؟.

كتير حلو الموضوع

يسلموو

ابو سمرة

كا عااام وانتم بخير